قـــبـــلَ الـــبِـــدَايــةِ
في ليلةٍِ مِن ليالٍ الشتاءِ البادرة، كُنتُ مدعواً إلى مناظرةٍ بين أحدِ الأحبةِ ومسخٍ لبرالي في ندوةٍ من ا لنَدَواتِ الثَقَافيةِ في عاصمتنا الحبيبةِ الرياض، قبلَ المغادرةِ من المنزل قمتُ بتحضيرِ بسيطٍ وذلِكَ لِمُوَاجَهَةِ رصاصِ الشُبُهاتِ بِقَذائفِ الحق.
و مِن حي الروضةَ العامر انطلقتُ بعدَ صلاةِ العشاء،ِقاصداً المقرَ الرسمي لِجُندِ ابليس، وبعد معاناةِ شديدةٍ مع الزِحَامِ وصلنا سالمينَ بِفضلِ الله.
ترجلتُ من السيارةِ تعوذتُ باللهِ من الخُبثِ والخَبَائث، قدمتُ رجلي اليسرى دخلتُ إلى القاعةِ المشؤمة.
رأيتُ وجوهاً مكفهرةً ذكرتني بقولِ الشاعرِ:
قومٌ إذا صَفَعتَ بِالنعالِ وجُوهَهُم @@ شَكَتِ النِعَالُ بأي ذنبٍ تصفع
و بعد فترةٍ من المناظرةِ المرتقبة ( والحمدُ للهِ لم أكن طرفاً رسمياً فيها)
قامَ، فَظٌ . غَلِيظٌُ . جاهلٌ . مُتَمَعْلِمٌ . ضَخْمُ الجثة . ذو ضلعٍ . و ذو صلعٍ . و وذ جلحٍ من العرفانٍ.
قامَ وقالَ لصاحبي بِنَبرةٍ مبحوحةٍ تذكرُ سامعها بالأفاعي.
مطوعنا..!!
حبيبنا...!!
قلبي ..!!
حياتي..... تف عليك وعلى خشمك.!!
قبعَ اللهُ صلعته ما أوسخَ فاه، ليتهُ كانَ بِجِواري، حتى أهدية سِواكاً يَنَظِفُ بهِ فوه، من هذا الكلامِ البذيء الفاحش، وحتى يغسل عنه أثره... لكن لا أقول إلا أعانَ اللهُ أرضاًَ أقلَّتْه و رَحِمَ الله تربة وارته.
هذه المغامرة القصيرة اكتشفتُ فيها أن العلاقةَ بين اللبرالية والتقدم والحضارة كالعلاقةِ بين صحنِ الفول والقمر الصناعي!! انتهت القصةُ القصيرة التي في كلِ حرفٍ فيها عبرة على الأقل عند محمداً غَفَرَ اللهُ لهُ.
همــســة: هذا الأسلوبُ الأدبي الساخر كَتَبَ بهِ كِبَارُ علماءِ الأدبِ و اللغةِ كالشيخ أحمد شاكر رحمهُ الله، فلا وجهَ للإنتقادِ هنا.