الشهادة للمرأة تختلف عن الإشهاد

كيف تقبل شهادة المرأة على الرسول (صلى الله عليه وسلم)و لاتقبل على الآخرين؟

رغم ان القرآن الكريم وأقوال الفقهاء وتفسيراتهم حسمت قضية شهادة المرأة وهل هى مساوية لشهادة الرجل أم نصفها .. إلا ان علماء العصر الحالى ما زالوا مختلفين حولها ،بل إن من يقرأ السطور القادمة سيكتشف أن العلماء السابقين – رحمهم الله- كاموا أكثر استنارة ووعيا لقضية الشهادة ... إن صح أن تكون فعلا قضية!!

يقول احد المفكرين الاسلاميين ان شهادة المرأة محسومة تماما ولا مشكلة فيها ،وتتلخص فى أن:

شهادة المرأة مساوية للرجل فى كل الحالات ما عدا "الديون"

بل ان هناك حالات يتم فيها أخذ شهادة المرأة فقط ،يقول تعالى "واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى".. يتعلق بأمر آخر غير "الشهادة" أمام القضاء ،فهى تتحدث عن "الإشهاد" الذى يقوم به صاحب الدين للاستيثاق من الحفاظ على دينه ،وليس عن "الشهادة" التى يعتمد عليها القاضى فى حكمه بين المتنازعين ..بل ان هذه الآيه لا تتوجه الى كل صاحب حق –دين- ولا تشترط ما اشترطت من مستويات الاشهاد وعدد الشهود فى كل حالات الدين ،وانما توجهت بالنصح والارشاد فقط الى دائن خاص وحالات خاصة من الديون لها ملابسات خاصة نصت عليها الآية الكريمة.فهو دين الى أجل مسمى ولابد من كتابته ولا بد من عدالة الكاتب ،واملاء الذى عليه الحق،وان لم يستطع فليملل وليه بالعدل،والاشهاد لابد ان يكون من رجلين من المؤمنين أو رجل وامرأتين من المؤمنين ،وان يكون الشهود ممن ترضى عنهم الجماعة ،ولا يصح امتناع الشهود عن الشهادة ،وليست هذه الشروط مطلوبة فى التجارة الحاضرة ولا فى المبايعات وفى الحقيقة فان العلماء المجتهدين انتبهوا وفقهوا أن الآية تتحدث عن "الاشهاد" فى دين خاص،وليس عن الشهادة المطلوبة فى المحاكم ..ومن هؤلاء شيخ الاسلام ابن تيميه، وتلميذه العلامه ابن القيم ،والامام محمد عبده والشيخ محمود شلتوت رحمة الله عليهم جميعا ،وفصل ابن تيمية القول فى التميز بين طرق حفظ الحقوق التى ارشدت اليها آيه الاشهاد – الآية 282 من سورة البقرة ،وبين طرق البينة التى يحكم القاضى بناء عليها.

وبذلك يتضح ان من القضايا ما تقبل فيه شهادة المرأة وحدها وهى القضايا الخاصة بالنساء ،ومنها ما يقبل فيها شهادة الرجل وحده وهى الموضوعات التى تثير عاطفة المرأة ولا تقوى على تحملها ،على أنهم رأوا قبول شهادتها فى الدماء اذا تعينت طريقا لثبوت الحق واطمئنان القاضى اليها .



واخيرا فان المرأة كالرجل فى إبلاغ الشريعة ورواية السنة النبوية ،التى هى( شهادة ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكيف تقبل الشهادة من المرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تقبل على احد من الناس ؟؟؟؟

ان المرأة العدل – كما يقول ابن القيم –كالرجل فى الصدق والامانة والديانه .