المكان: مبنى رعاية شباب الجامعة..
الزمان: ما دام جامعة يبقى أكيد من كام سنة يعني يا فالح..
الحدث: الاستعدادات لأسبوع شباب الجامعات قبل حدوثه بفترة..
كنت هامثل الجامعة في الشِّعر في أسبوع شباب الجامعات بحمد الله.. يعني خلاص مهمتي بقت معروفة قبل الهنا بسنة.. وبما إنه حصلت أزمة في فرع المقال والبحوث.. ومفيش أعمال كويسة اتقدمت.. فإذا باستدعاء رسمي: (هاتوا "أشرف" يا رجّالة)!!
دخلت المبنى، وكله بيقابلني:
ـ شد حيلك..
ـ العملية مش سهلة..
ـ فيه غيرك عملها كتير..
ـ أنت أملنا يا بطل..
ـ وحوش في البحر.. بحرية بحرية بحرية!!
قابلوني هناك، وفهموني كل حاجة:
ـ شوف يا "أشرف".. إحنا عارفين إنك بتكتب بحث كويس..عايزين منك بحث بس يكون متميز تعمله عشان ندخل بيه أسبوع شباب الجامعات..
ـ أيوه يا جماعة.. بس أنا أساسا طالع أوّل شعر.. وما ينفعش أمثل الجامعة في حاجتين..
رد الراجل بخبث: ما إحنا عايزينك تكتب البحث وتعمله باسم أي حد صاحبك وحتى لو فاز.. مش هتفرق وهو مش هيظهر.. عشان هما بيقيّموا الأبحاث ورق بس.. مش مناقشة.. ولا من شاف ولا من دري..
ـ أيوه يا جماعة.. بس ده مش غلط يعني ولاّ من سفاسف الأمور؟؟
كلهم دخلوا عليّ بنفس واحد:
ـ يلاّ يا "أشرف".. طلق يا ابني.. "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"!!
وبما أني حافظ فيلم (الزوجة التانية) وعارف إن "شكري سرحان" طلق في الآخر عشان ما يتبهدلش.. قلت مش مشكلة يا واد.. طلق.. قصدي اكتب البحث وخلاص!!
ـ طب يا جماعة أنا كلية آداب.. اختار صاحبي اللي هاخد اسمه من أي كلية؟؟
ـ براحتك..
ـ طب يا جماعة البحث عن إيه؟؟
ـ موضوع بسيط خالص: (السوق العربية المشتركة)!!
أول حاجة أعملها كان لازم أختار الصاحب اللي هاعمل البحث باسمه.. وهما قالوا أي حد.. وطبعا اخترت أعز أصحابي: "إبراهيم"!!
طبعا رحت وقلت له..
ـ أنا هاعمل بحث باسمك..
وبغضّ النظر عن إنه أساسا عاش في كلية التجارة أكتر من عميدها.. وبغض النظر عن إن كل اللي يعرفه عن السوق العربية المشتركة إنها أكيد في يوم تاني غير سوق الجمعة علشان الزحمة.. بس الراجل وافق زي الفل.. وعملنا البحث وخلاص نسيت الموضوع، والحمد لله فاز بالمركز الأول..
بعد كام يوم.. طلبتني مديرة الرعاية..
ـ إلحقني يا "أشرف"..
ـ خير؟؟
ـ الدكتور المشرف على الأسبوع عايز يقابل الفايزين عشان يعدّلوا بعض حاجات قبل المسابقة الأصلية..
ـ طب وأنا مالي.. أنا جاهز أقول شعر للصبح.. هاتوا لي ينسون بس وأنا هابدّع النهاردة!
ـ يا ابني شعر إيه؟؟ البحث بتاعك اللي باسم "إبراهيم".. لازم "إبراهيم" ييجي يناقش البحث مع الدكتور؟؟
بدأت الغشاوة تروح..
ـ أيوه حضرتك "إبراهيم" مين بقى؟؟ صاحبي؟؟ بتاع تجارة؟؟!! اللي أساسا هوه ماشفش لون الدوسيه؟؟!! إيه؟؟؟؟ دا أنا صاحبه من سنين، وماعرفش هوه في سنة كام أصلا.. يا دي النيلة.. هنتفضح يا جدعان..
ردت بسرعة:
ـ فيه حل..
ـ خير؟
ـ تدخل للدكتور على إنك "إبراهيم"، وتقعد معاه، وتناقش، والموضوع يعدي!!
ـ يا صلاة النبي!! أيوه.. وبعدين أطلع أغير هدومي وأدخل له تاني، وأقول له: حضرتك أنا بتاع البحث اللي كنت عندك دلوقتي، بس أنا جاي دلوقتي للشعر.. أصلي باحب التغيير.. صح؟؟
ـ يا ابني هو مش هيناقش غير البحث بس.. انجز بقى وتعال..
طبعا رحت تاني يوم ومش عارف أعمل إيه..
قعدت معاها بره الأوضة.. وهي كل شوية تقول لي:
ـ خلاص فهمت دورك يا "أشرف".. يوووه.. قصدي يا "إبراهيم"؟؟
ـ أقول لها طبعا يا مدام "عزة".. يوووووه.. قصدي يا مدام "سناء"!!
وبعدين جه مدير المكتب، وقال: "إبراهيم" يتفضل يدخل..
طبعا بما إن أكيد الست مش هي "إبراهيم"، فيبقى أنا "إبراهيم".. ده اللي اكتشفته بعد تحليل الأمر..
دخلت ومعايا المديرة.. الدكتور ذوق بصراحة:
ـ إزيك يا "إبراهيم".. اتفضل.. أنت طالب ممتاز، والبحث بتاعك زي الفل ما شاء الله، وباين عليك مثقف جدّاً، وشكلك بتبحث وبتروح مكتبات كتير..
رديت بسرعة: طبعا يا دكتور أنا يعتبر خلصت كل الكتب اللي في مكتبة كلية آداب!!
الراجل بص في غلاف الملف ورفع حاجبه، وقال: وأنت إيه يا "إبراهيم" اللي ودّاك مكتبة آداب؟؟ أنت مش تجارة؟؟
طبعا المديرة حاطّة وشها في الأرض، ولولا إنها مديرة وخايفة على صورتها قدام "إبراهيم" اللي هو أنا (دلوقتي) كانت لطمت وخلاص..
رديت أنا بثقة:
- أصل حضرتك أنا خلصت مكتبة كلية تجارة كلها.. وما لقيتش فيها اللي يشبع طموحي الفكري.. قلت أروح مكتبات باقي الكليات!!
ـ ما شاء الله.. ما شاء الله.. (طيب قوي الراجل ده)!!
بيعجبني جدّاً يا "إبراهيم" الشاب المثقف زيّك، وخصوصا إنك لسه يعني في مقتبل الشباب.. أنت قلت لي أنت في كلية تجارة سنة كام؟؟؟
يا دي النيلة.. طب الواد صاحبي بقاله ستين سنة في الكلية أعرف منين هو بقى في سنة كام يعني؟؟
طبعاً مديرة الرعاية خلاص (أغمن) عليها!!
قعدت أقول: نعم؟؟ حضرتك بتقول إيه؟؟
ـ يا ابني باسألك أنت في سنة كام؟؟
ـ نعم يا دكتور؟؟
الراجل زهق بص على غلاف الملف.. وقال: أنت في تالتة؟؟
ـ (حبيييييييبي).. أيوه يا دكتور.. بالظبط.. أنا في الفرقة الثالثة بكلية التجارة قسم المحاسبة وإدارة الأعمال (خللي بالك من الثقة بالفصحى)..
الراجل اتبسط قوي مني عشان ثقتي بنفسي، وإجاباتي المنطقية، وقعد يعدّل حاجات في البحث. وبعدين قال لي:ـ
- تمام يا "إبراهيم".. إنت شاب كويس.. مع ألف سلامة.. وكويس يا أستاذة إنكم بتختاروا ناس زي "إبراهيم".. مع ألف سلامة..
طبعا ساعتها ما صدقت إني أقوم من على الكرسي.. ومديرة الرعاية فاقت من صدمة الفرحة.. ما صدقت إننا هنخرج من الأوضة دي اللي زي بيت الرعب.. ومن فرحتها قالت لي:
- هات لي كوبّاية المَية دي يا "أشرف"!!!
[/img]
