بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير و كل عام و أنتم بألف خير
اليوم سيكون جل حديثي كما اعتدتم أن يكون دائما عن عشقي الأزلي..لاتسيو
تثار تساؤلات و علامات تعجب كثيرة عن حال لاتسيو اليوم و عن لاعبيه الحاليين و أين هم من نجوم الجيل الذي مضى و حمل معه الألقاب
الاختلاف ليس بكبير كما يبدو للبعض
و من خلال موضوعي سأوضح الاختلاف بين الأمس و اليوم
سأوضح كيف قام لوتيتو روسي بعادة هيكلة الفريق ..
مغمورون غدوا نجوما..!!
منذ بداية عصر لوتيتو و نادي لاتسيو يتبع سياسة معينة في شراء اللاعبين..اما أن يتم التعاقد مع لاعب منتهي العقد أو لاعب شاب..
أما المنتهية عقودهم فغالبا كانوا لا يجدون مكانا في فرقهم و معظمهم كان مغمورا..و في مقدمتهم المدافع سيباستيانو سيفيليا و لاعب وسط باليرمو سابقا ماسيمو موتاريلي نهاية بالمهاجم سيموني ديل نيرو
سيفيليا برز مع فريق أتلانتا و انتقل بعد ذلك لروما و لكنه لم يجد مكانا و تنقل بعد ذلك الى عدة اندية داخل ايطاليا نهاية ببارما..الذي رفض تجديد عقد المدافع بينما لاتسيو تمسك به و قام بالتوقيع معه ليتالق بعد ذلك و يسجل أهدافا حاسمة في عدة مناسبات مع الفريق..من لاعب غير مرغوب فيه لدى أندية صغيرة (لا أقصد بذلك بارما فاللاعب كان معارا من بارما الى ليتشي و كان صديقا حميما لدكة البدلاء هناك) الى لاعب مهم لأحد أكبر فرق ايطاليا..كما كان لاتسيو نقطة تحول في تاريخ سيفيليا..كان سيفيليا أحد أسباب ما وصل اليه الفريق من نجاحات.
ماسيمو موتاريلي كان هو الأخر لا يشارك بكثرة مع باليرمو في ظل وجود كوريني و سيمبليسو في قلب خط الوسط و بريسيسانو في الناحية اليمنى..انتهى عقده مع باليرمو و قام بالتوقيع للاتسيو..و هاهو يبدأ رحلة اخرى للتالق مع لاتسيو حتى أصبح دينامو خط وسط لاتسيو و لاعب مهم في تشكيلة الفريق بأسلوبه الفريد من نوعه و هو في شدة تألقه كان على وشك ان يتم استدعاؤه للمنتخب و لكن اصابة المت به حالت دون ذلك.
أما ديل نيرو فقد كان له مكانه مع فريق بريشيا لكنه كان دون طموح اللاعب الذي حمل فانيلة المنتخب الأولمبي في أكثر من مناسبة..كان زميل كاسانو و جيلا و كاراتشيولو بالمنتخب لكنهم برزوا بشكل لافت و انتقلوا الى أندية أكبر تناسب طموحات كل منهم و بقي هو حبيس الدكة مع بريشيا قبل هبوط الفريق للدرجة الثانية..و بدأ يأخذ وضعه بالفريق بعد هبوط الفريق للدرجة الثانية و قدم مستوى جيد مع الفريق حتى انتهى عقده الموسم الماضي و فاجأنا لوتيتو كعادته بصفقة لم تخطر على البال..سيموني ديل نيرو لم يقدم الأداء المقنع في المباريات الودية الذي يقول بأنه البديل المناسب لماوري و لكن كل شئ اختلف أمام بوخارست..روسي حرك اللاعب من مكانه قليلا و جعله بدلا من اللعب خلف المهاجمين جعله يميل للناحية اليمنى قليلا..و من خلال دهاء روسي حسمت المباراة..الكرة مع ديل نيرو بالناحية اليمنى و يحاول ديل نيرو المرور و لكنه يسقط أرضا و يتحصل على ركلة جزاء يسجل منها روكي اول اهداف الفريق..و لم يكتفي بهذا فحسب بل ان الهدف الثاني لبانديف كان ديل نيرو صانع الهدف..و مرة أخرى لوتيتو يقدم اضافة كبيرة للفريق دون أن يدفع اكثر من راتب لاعب.
هبوط في المستوى ثم الدكة ثم لاتسيو:
هنالك لاعبين خرجا عن المألوف عندما تم التعاقد معهم..حيث انهم كانوا يعانون من فترة هبوط في المستوى و قام لوتيتو بضمهم على سبيل الاعارة و فور نجاحهم مع الفريق تم شراء عقودهم و هم كريباري و ماوري
كريباري تألق مع فريق امبولي و كان محط اهتمام عدة اندية في ايطاليا و لكن انتهى به الحال في اودينيزي و لم يقدم شيئا وع الفريق و ففقد مكانه بالتشكيلة الاساسية حتى قام لاتسيو باستعارته ..كان أداؤه مهزوزا قليلا في البداية لكن ما ان انسجم مع الفريق حتى اصبح افضل لاعب في مركزه بالفريق..هو برازيلي الجنسية لكن ذلك لا يبدوا عليه الا نادرا جدا..
ماوري كان أساسيا مع سباليتي في أودينيزي و انتقل لأودينيزي بعد تألقه كمدافع أيسر مع مودينا..لكنه لم يلعب بنفس المركز مع أودينيزي و انما لعب كجناح أيمن لان يانكلوفسكي كان يشغل مركز الجناح الايسر لكنه ظهر باداء راقي جدا حتى انتقل سباليتي لتدريب روما و حل محله كوزمي الذي وضع ماوري على دكة البدلاء حتى انتقل كاعارة في منتصف الموسم 2005-2006 و تم ضمه بعد ذلك بنهاية الموسم بعد أن قدم اداء جيد مع لاتسيو لكن ذلك لم يكن كل ما لديه فقد زاد تألقه بعد أن ثبت نفسه بالتشكيلة الاساسية الموسم الماضي و كان احد ركائز الفريق و مازال كذلك و لكن لم يعد يلعب أبدا كمدافع أيسر..لقد تحول من مدافع أيسر الى اللعب خلف المهاجمين كصانع العاب..!!
شباب اليوم نجوم الغد..
و نظرة لوتيتو و روسي هي للغد أكثر منها لليوم..كل ما يتم الأن من ضم لاعبين شباب هو ليس الا نظرة للمستقبل القريب..فنجاح الفريق اليوم سيساعد بطرق شتى على تحقيق نجاح اكبر في الغد..لو استعرضنا سريعا لاعبي لاتسيو الشباب مع بعض ما قيل عن كل لاعب..
لاحظوا معي..معظم هؤلاء اللاعبين تم شراؤهم بأسعار زهيدة..و جميعهم مازال شابا..و مازال امامه الكثير ليتعلمه..لاعبين كهؤلاء كيف سيكونون الموسم المقبل خصوصا أن هذا الموسم سيبدأون بالارتقاء أكثر..ففي الموسم الماضي كان الفريق يلعب مباراتين كل اسبوع..مباراة الدوري و ان لم يكن هنالك مباراة ثانية يلعبون مباراة ودية مع فريق بالدرجة الثالثة..أما هذا الموسم فمباريات الدرجة الثالثة سيحل محلها فرق لها وزنها كريال مدريد و فيردر بريمن و عندما يلعب الشباب مع هذه الفرق خصوصا و أن معظمهم يلعب لأول مرة..اذا تمكن روسي من ازاحة التوتر و احلال الحماس محله فاننا سنشاهد بداية تفجر قدرات هؤلاء اللاعبين الكامنة..عندما يلعبون كثير مع فرق كبيرة كالريال مدريد سيكتسبون خبرة كبيرة و سيتلعمون الكثير من خلال هذه المباريات و سيعتادون المباريات الصعبة حتى تصبح أمرا عاديا كما هو حال الفرق الكبيرة فيكبرون و ينضجون.
روكي.بين الوفاء و الطموح.
توماسو روكي مهاجم الفريق و الذي أعلن مؤخرا رغبته في البقاء مع النسور و لكن لوتيتو يصر حتى الأن على موقفه فيم يخص راتب اللاعب الذي يعتبر أحد دعائم النسور فضلا عن كونه هداف الفريق بالمواسم الثلاثة الماضية..عدة أندية مهتمة باللاعب من انجلترا و اسبانيا و ايطاليا و فرنسا لكن اللاعب أعطى الأولوية للاتسيو و قام بنفي رغبته بالخروج أو حتى انهاء عقده مع الفريق كما فعل دي سانتيس..روكي مؤخرا قاد لاتسيو للتاهل بدوري الأبطال بثنائية في شباك بوخارست ثم قاد لاتسيو لاول فوز على حساب كالياري بتسجيله ثنائية أخرى وشعبيته لدى الجماهير تزداد كما انه منح لوتيتو كل الأسباب التي تجعل لوتيتو يوافق على مطالبه..من تسجيل لأهداف حاسمة و هامة و محافظته على مستواه رغم وصوله ل30 عاما و رغبته الشديدة بالبقاء مع لاتسيو.. و لكن لوتيتو مازال مصرا على موقفه و في حال خروج روكي لا أرى الا مشاكل كبيرة في طريقها للفريق ..روكي حاليا يمتلك البدائل للاتسيو و لكن لاتسيو لا يمتلك البديل لروكي..
روسي..هذه المتعة التي اقصد..
..الفريق هذا الموسم باللاعبين الجدد بات أفضل من الموسم الماضي و باتت المتعة في مشاهدته أكبر و ذلك بفضل زيادة الجماعية و الانسجام بين اللاعبين الناتج من ثبات التشكيلة و قلة اللاعبين الجدد و قد بدى ذلك واضحا أمام أتلانتا رغم الهزيمة ثم أمام كالياري و الأهداف الثلاثة خير دليل على ذلك.. الفريق بحالة أفضل من الموسم الماضي لكن الدوري بات أصعب من أي موسم سبق و لذلك لاتسيو قد لا يحقق ما حققه الموسم الماضي..الموسم مازال طويلا و قد باتت عادة لدى النسور أن يتعثروا في البداية..
الرئيس الذي تحول من بطل الى عدو للجماهير
كلاوديو لوتيتو..عرفناه في البداية بطلا عندما أنقذ الفريق من الافلاس..لكن تضييقه على الفريق ماليا جعل كتيبة من النجوم كدابو و أودو و لوبيز و ليفراني و جيانكيدا من المغادرة مع انتهاء عقودهم بسبب رفضه لمطالبهم المالية..لاعبين كهؤلاء كانوا ليغيروا مسار الفريق سواءا ببقائهم أو ببيعهم و الاستفادة منهم ماليا..لوتيتو حاليا مازال بطلا في أعين الأقلية لكنه المغضوب عليه في عين الأغلبية..و غضب الجمهور عليه لم يكن ابدا من مصلحة الفريق ..و قد وصل الغضب بهم الى محاولات قتل الرئيس.لوتيتو يوما وراء يوم يزداد غموضا..روكي هداف الفريق لم يجدد و كذلك دي سيلفستري ..ربما الجماهير بدأت تعود للأولمبيكو لكن غضبها على لوتيتو يزداد يوما بعد يوم.. ولا نعرف متى سينتهي كل هذا.
لاتسيو الماضي و لاتسيو المستقبل
مقارنة بسيطة بين لاتسيو التسعينيات ولاتسيو الأن..الفارق بين لاتسيو سينيوري ثم نيدفيد و ستانكوفيتش يشبه كثيرا لاتسيو الحالي..كلاهما بدأ يصعد للقمة شيئا فشيئا و كلاهما كان وقتها يضم مجموعة لاعبين شباب كانوا في بداية ظهورهم و تألقهم..اعتمدوا على الجماعية أكثر من أي شئ أخر. و من خلال هذه الجماعية رفعوا الكؤوس..و هذه الطريق التي نحن نسير في بدايتها.
نظرة مستقبلية للفريق:
هذه النظرة ليست الا نتاج الموضوع بأكمله..لاعبين شباب في طريقهم للنضوج و الارتقاء بأدائهم و ابراز قدراتهم ..كيف سيكون لاتسيو الموسم المقبل اذا أضفنا لهم مدافع شاب مميز و لاعب وسط و مهاجم..مع اللاعبين الموجودين حاليا أرى ان لاتسيو بداية من الموسم المقبل سيعود للمنافسة على البطولات.هذا طبعا اذا تمكن لوتيتو من ضبط زمام الأمور خلال هذه الفترة بالذات .انها اللحظة التي ننتظرها منذ سنين مضت..اللحظة التي نرى فيها نسورنا تعود لتنافس و لتمتع..لأن هذا هو جل ما نفتقده من الماضي و ما نتمنى أن نكون عليه في الحاضر و المستقبل لأن نصف متعة كرة القدم تنحصر في لحظات التتويج ..
