أمريكا تضع تصورا مخيفا للشرق الأوسط بعد حرب العراق

أفردت صحيفة /لوموند/ الفرنسية حيزا عريضا لملف اعادة تشكيل منطقة الشرق الاوسط بعد انتهاء حرب العراق

وركزت الصحيفة على ان الولايات المتحدة تتطلع الى ذلك بلهف وان كان هذا الهدف ينقسم بشأنه الصقور و الحمائم المثاليون و الواقعيون فى الادارة الامريكية

وتحت عنوان على من الدور كتبت لوموند تقول :ان كولن باول وزير الخارجية الامريكية قال ببساطة ردا على سؤال بهذا المعنى وجهته اليه صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا : اعتقد انه من المبالغ فيه بعض الشىء ان نقول ان هذا الامر بات مضمونا فى جيبنا

وان علينا ان نبحث عن التالى والواقع ان السؤال الذى يطرحه الجميع الان هو :ماذا ستفعل الولايات المتحدة بعد العراق أو بصراحة اكبر :على من سيكون الدور

وقالت الصحيفة ان المشكلة تكمن فى ان الرد المطمئن الذى قدمه باول ليس مطمئنا بالمرة فى واقع الامر فوزير الخارجية الامريكية ووزارته لم يتحدثا حتى الان بصوت واحد قاطع ذلك ان كل شىء يتقرر فى البيت الابيض الذى حدد موقفه بوضوح على الاقل من حيث المبدأ

وقد حدد الرئيس جورج بوش محور الشر وقال انه يتشكل من العراق وايران وكوريا الشمالية وهو منذ اعلن ذلك لم يترك هو والمحيطون به- فرصة تمر الا و اكدوا ان الخطر الاكبر الذى يتهدد أمريكا يأتى من جانب الدول التى تساند الارهاب والتى تحوز أو يمكنها ان تحصل على أسلحة دمار شامل

وقد تصدرت العراق هذه الدول ودأب اصحاب النفوذ فى الولايات المتحدة من امثال بول ولفوويتز وكيل وزارة الدفاع فى اقناع دبليو (الرئيس بوش) بأن الحرب الشاملة على الارهاب تمر ببغداد بعد كابول

وترى لوموند انه ليس هناك ما يبرر سواء منطقيا او ايديولوجيا تمسك بوش وفريقه بهذا الخط بعد العراق خاصة وان الامور لن تكون بالبسيطة أو الهينة على الصعيد العملى

فهناك اولا مشكلة كوريا الشمالية الشائكة حيث انها اخطر دول محور الشر واستخدام القوة ضدها محفوف بالخطورة والحساسية

خاصة وان واشنطن لا يمكنها ان تتجاهل بالكامل وجهات نظر حلفائها المقربين فى المنطقة وعلى هذا فانه لن يكون امام الولايات المتحدة من بديل اخر غير الطرق الديبلوماسية

وهناك ثانيا منطقة الشرق الاوسط التى لايخفى على احد انها الهدف الرئيسى ان لم يكن الوحيد الذى وضعه المحافظون الجدد -وهم الاغلبية - فى الادارة الامريكية نصب اعينهم

كما وضعوا فى رؤوسهم اعادة تشكيله واكثر هؤلاء تشددا هو مايكل ليدن عضو الامريكان انتربرايز انستتيوت والخبير البارز فى الشرق الاوسط فى البيت الابيض الذى يقول ان العراق ليست سوى معركة فى حرب اوسع نطاقا

وعلى حدود الشرق الاوسط تقبع ايران او أم الارهاب الحديث حسبما يصفها المحافظون الجدد الامريكيين

ومنذ خريف 2001 وريتشارد بيرل -الذى مازال محتفظا بعضوية المجلس السياسى فى وزارة الدفاع الامريكية- يعدد امام الجميع الاسماء التى تتضمنها القائمة الطويلة التى تمثل مشكلة للولايات المتحدة بعد العراق

ويحلو لرامسفيلد ان يردد دائما مقولة ال كابونى -المجرم الشهير- : اننا نجنى اكثر بكلمة طيبة وبندقية منا بالكلمة الطيبة وحدها

و رامسفيلد يلجأ لهذا الاسلوب مع سوريا حاليا عندما يتهمها بتسليم عتاد حربى للعراق فيقول ان واشنطن سوف تعتبر دمشق مسئولة عن هذا التصرف المعادى فلا يكون من كولن باول وزير الخارجية ومن المسئولين الاسرائيليين الا ان ينهالوا بتحذيراتهم على سوريا

وتحاول الولايات المتحدة التركيز على ما ترى انه الاهم -الى جانب اعمار العراق- فى المرحلة القادمة الا وهو استئناف المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية

ولا يخفى البيت الابيض انه اذا كان الرئيس بوش قد عاد الى الحديث عن النزاع الاسرائيلى -الفلسطينى قبل حرب العراق فقد فعل ذلك تحت الحاح تونى بلير لكنه الى الان ما زال يطلق يد ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل فى التعامل كيفما يحلو له مع الارهاب الفلسطينى فهل يختلف الحال بعد انتهاء الحرب

وهنا يقول روبرت مالى الخبير بشئون المنطقة ان الادارة الامريكية قد تبدأ عملية ديبلوماسية تنشغل بها الساحة دون ان تجازف بأى شىء على الصعيد السياسى

ويزيد اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية من هذا الاتجاه

وعلى الرغم مما يدعيه الامريكيون من اهتمام بمشكلة الفسطينيين الا ان تعاطفهم كله يذهب الى الاسرائيليين بل انهم يرددون دوما انه لافرق بين الارهابيين الفلسطينيين وبين ناشطى القاعدة

وتتوقع لوموند ان يؤدى وضع قوات الاحتلال الامريكية فى العراق الى توحد بين الامريكيين وبين الاسرائيليين فى هذا الصدد و ايضا فى امر اعادة تشكيل سلمية أو لا سلمية للمنطقة

وهكذا سوف ترسم معركة الافكار والنفود الجارية حاليا فى واشنطن بين معسكر المحافظين الجدد المتشدد وبين من هم اكثر اعتدالا وواقعية ملامح السياسة الامريكية فى المرحلة القادمة والتى من المتوقع ان يمتد تأثيرها الى العالم اجمعان الجدل المحتدم والمعقد بين الصقور والحمائم فى واشنطن يتردد صداه بين صفوف كل فريق منهما

فهناك فى كل فريق من الاثنين المثاليون المقتنعون بأن للولايات المتحدة رسالة يجب ان تؤديها و الواقعيون الذين يريدون التمهل والتروى والتركيز على المسائل الاقتصادية الخ

ومع ذلك فان الجميع يتفقون على أمر واحد هو ان الكثير من الامور -ان لم تكن كلها- يتوقف على نتيجة ما يحدث فى العراق الان

ويأمل زبيجنيو بريجنسكى مستشار الرئيس الاسبق جيمى كارتر أن تؤدى ان تضفى ما تواجهه واشطن من صعوبة فى مواجهة الموقف فى العراق قدرا من الواقعية والتعقل على حسابات الادارة فيما يتعلق بالشرق الاوسط

اما الموضوع الثانى الذى تناوله الملف فجاء بعنوان العراق حالة منفردة وهو حديث لمساعد وزير الخارجية الامريكية ريتشارد هاس يلقى الضوء على بعض جوانب ملف اعادة تشكيل الشرق الاوسط

وريتشارد هاس مساعد وزير الخارجية الامريكية هو المكلف بالتخطيط السياسى وقد سألته لوموند عن رأيه فيما يسمى بنظرية الدومينو الايجابية أو بمعنى آخر نشر النظام الديمقراطى فى منطقة الشرق الاوسط انطلاقا من النموذج العراقى فقال انه أمر ممكن

وأشار هاس إلى أنه إذا سنحت الظروف لتشكيل عراق أكثر انفتاحا من الناحية السياسية والاقتصادية وإذا اقتنع الناس بأن مافعلته الولايات المتحدة والقوى المتحالفة معها فى العراق هو من قبيل الاعمال البناءة لكان لذلك تأثير إيجابى على

باقى دول الشرق الاوسط مؤكدا استمرار المسئولين الامريكيين فى دفع عجلة الاصلاحات فى هذه المنطقة

وأضاف المسئول الامريكى أنه تم تخصيص اعتمادات مالية فى الموازنة الأمريكية الجديدة لهذا الغرض وانه لاتأثير لما سيحدث فى العراق عليها

وعن رأى هاس فيما يطالب به المحافظون الجدد من ضرورة التحول الى إيران وسوريا بعد الانتهاء من العراق قال إن إيران تشغل بال الولايات المتحدة وذلك بسبب مساندتها للارهاب وما تمتلكه من أسلحة دمار شامل بالاضافة إلى الاسلوب الذى يتبعه نظام الحكم القائم فى طهران فى معاملة الشعب وسياسته تجاه اسرائيل

وقال إنه من الخطأ القول إن النموذج المتبع فى العراق سيطبق فى حالات اخرى تشكل تحديات للولايات المتحدة

واستطرد قائلا إن دول محور الشر الثلاث ليست متماثلة فالعراق يعد حالة منفردة وخاصة فى نظر القانون الدولى

أما فيما يتعلق بكوريا الشمالية فإن الادارة الامريكية ترى إمكانية تسوية المشكلة باتفاق بين الدولتين

و اذا رفضت كوريا الشمالية الاستجابة واذا تمسكت ببرنامجها النووى غير الشرعى فلابد أن تراعى الولايات المتحدة فى تعاملها معها مخاوف دول أخرى مثل الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية

وبرر هاس سبب عدم مطالبة الادارة الأمريكية بوقف بناء المستوطنات الاسرائيلية والاكتفاء بالمطالبة بالحد منها بعد انتهاء الأعمال الارهابية فقال إن واشنطن لاتملك فرض وقف توسيع المستوطنات

فقال ان العامين الماضيين شهدا توترا شديدا فى العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين وانه يتفهم مشاعر الارتياب التى تتملك الاسرائيليين

مؤكدا أن الحل يكمن فى تطبيق خارطة الطريق والعمل على استمرارها وانه يتعين على الفلسطينيين تبنى اجراءات ملموسة لتحقيق الديمقراطية مؤكدا أنهم بدأوا يطبقون نهجا يحوز رضا الولايات المتحدة

وأكد أن الادارة الامريكية لاترغب فى رحيل ياسر عرفات لكنها تريد رئيس وزراء يتمتع بسلطة حقيقية تمكنه من العمل على تحسين الوضع الامن مشيرا إلى أن ذلك هو المحك الحقيقى له

وتطرقت صحيفة لوموند فى ختام حوارها مع مساعد وزير الخارجية الامريكية إلى انعدام ثقة شعوب العالم العربى فى الولايات المتحدة الامريكية فقال إنه يدرك تماما الشكوك التى تخامر الشعوب العربية ازاء التحرك الامريكى وانه من الاهمية بمكان أن تتأكد هذه الشعوب من أن الولايات المتحدة لا تهدف الى السيطرة على العراق أو على آبار بتروله

وفى الشق الثالث من ملف لوموند نشرت الصحيفة تصريحات لمسئولين امريكيين ادلوا بها على مدى عام كامل ودارت حول موضوع اعادة تشكيل الشرق الاوسط وفيما يلى أهمها :

جورج بوش فى 30 مارس 2002 : إدانة الارهاب الايرانيون السوريون ياسر عرفات كل دول المنطقة يجب أن تدين الارهاب صراحة ان وجود اسرائيل مرتبط بوقفه

جورج بوش فى 18 أبريل 2002: عن أرييل شارون : رئيس الوزراء الاسرائيل هو رجل سلام يرغب أن تنعم بلاده بالسلام مع جيرانها العرب وهو يوافق على فكرة إقامة دولة فلسطينية

دونالد رامسيفلد فى 6 أغسطس عام 2002: حول الاراضى المحتلة : لقد قام الاسرائيليون بعمليات استيطان فيما يطلق عليها المنطقة المحتلة بعد حرب انتصروا فيها ولقد تنازل الاسرائيليون عن اجزاء مختلفة من هذه الاراضى المحتلة المزعومة للفلسطينيين لكن هؤاء لم يقبلوا بها

كولين باول فى 12 ديسمبر 2002 (للسعوديين) : يجب على السعوديين ان ينظروا فى امر التقاليد والعادات وتدارس ما يمكن عمله للتغيير إن دور الولايات المتحدة ليس إملاء نوع بعينه من التغيير وعلى السعوديين أن يقرروا بانفسهم اجراء تغيير فى مجتمعهم وإعداده لمواجهة تحديات القران الحادى والعشرين والولايات المتحدة تأمل فى مساعدتهم وارشادهم الى السبيل الامثل

كولين باول فى 12 ديسمبر 2002 : هناك إمكانية لنشأة دولة فلسطينية ديمقراطية قابلة للاستمرار فى موعد اقصاه 2005 إذا ماتكثفت الجهود فى هذا الاتجاه وفى الوقت نفسه يجب علينا العمل مع شعوب وحكومات المنطقة لتضييق الهوة بين ما هو منشود وما هو واقع

كولين باول فى 6 فبراير 2003 (حول إعادة تشكيل المنطقة) : قد يقود الانتصار على العراق الى إعادة تشكيل منطقة الشرق الاوسط بصورة جوهرية وبطريقة إيجابية من شأنها أن تدفع بالمصالح الامريكية قدما خاصة إذا تمكنت واشنطن ـ فى خضم هذا الصراع ـ من احراز تقدم فى عملية السلام فى الشرق الاوسط

جورج بوش فى 26 فبراير 2003 (حول النموذج العراقى) : إن عراقا حرا يمكن أن يثبت للجميع كيف يمكن للحرية أن تغير من مجريات الامور فى هذه المنطقة التى طالما حلمت بالوصول الى هذه الغاية وبعث الامل فى نفوس ملايين الاشخاص

كولين باول فى 31 مارس 2001 حول (الخيار الاساسى لدمشق وطهران): سوريا مخيرة بين أن تستمر فى مساندة الجماعات الارهابية وصدام حسين وبين انتهاج سبيل مختلف

وأيا كان خيارها فسوف تتحمل وحدها مسئوليته وتداعياته وفيما يتعلق بإيران فإن المجتمع الدولى لايتوقف عن مطالبتها بالامتناع عن مساندة الارهاربيين

شكرا ياحسن ع الموضوع الجميل ده

شكرا على الموضوع

:%^):

زائر

ايه دى ياحسن
شكراااااا على الموضوع
ياكاااااااااااااااااااابو

زائر

:موضوع قمة الجم

» التكلفة الرسمية لحرب العراق